إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 21 ديسمبر 2020

فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني.


هذا الحديث رواه البخاري رقم (3510) وقد جاء بعده رقم (3523) أن فاطمة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم لما خطب علي ابنة أبي جهل: «إن الناس يزعمون أنك لا تغضب لغضب ابنتك» .
وفاطمة بشر تخطىء وتصيب. ومن نفى ذلك عنها فقد نفى بشريتها.
والرافضة قد نفوا بشريتها حين زعموا أنها نور من الله. وأنها كائن إلهي جبروتي ظهر على الأرض بصورة امرأة. (قاله الخميني في كتابه منزلة المرأة في الإسلام).

ولن يغضب الله على أبي بكر لمنعه إعطاء فدك لفاطمة، وهو الذي شرع أن لا يرث النبي أحد من أبنائه.

الأحد، 20 ديسمبر 2020

هل سجن عمر بن الخطاب الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما ؟؟

 بسم الله الرحمن الرحيم :


يحتج الرافضة على هذه النازلة بالأحاديث التالية : 


أولا :  قال ابن العربي في العواصم من القواصم ص75

وهو يدافع عن عثمان في ما نسبوه إليه : ومن العجيب أن يؤخذ عليه في أمر فعله عمر، فقد روي ان عمر بن الخطاب سجن ابن مسعود في نفر من الصحابة سنة بالمدينة، حتى أصيب، فأطلقهم عثمان، وكان سجنهم لأن القوم أكثروا الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) .

ثانيا : المستدرك على الصحيحين  ج 1 ص 110
أن عمر بن الخطاب ، قال لابن مسعود ولأبي الدرداء ، ولأبي ذر : " ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحسبه حبسهم بالمدينة حتى أصيب " .
وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي في ذيل المستدرك ، ومجمع الزوائد ج 1 ص 149 .

ثالثا : الذهبي في تذكرة الحفاظ
أن عمر بن الخطاب حبس أبا مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الأنصاري فقال: "أكثرتم الحديث عن رسول الله"، وكان قد حبسهم في المدينة ثم أطلقهم عثمان.


رابعا : الكامل لابن عدي ج 1 ص 18
بعث عمر بن الخطاب إلى عبد الله بن مسعود وإلى أبي الدرداء وإلى أبي مسعود الأنصاري فقال : " ما هذا الحديث الذي تكثرون عن رسول الله ، فحبسهم بالمدينة حتى استشهد "  .

خامسا : تذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 7
إن عمر حبس ثلاثة : ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الأنصاري فقال : " لقد أكثرتم الحديث عن رسول الله "

سادسا : مختصر تاريخ دمشق ج 17 ص 101
" ما خرج ابن مسعود إلى الكوفة ببيعة عثمان إلا من حبس عمر في هذا السبب"


الـــــــــــــــــــرد :


بخصوص الحديث الأول فهو جاء بطريقة التمريض (رُويََ)
والتمريض لا يفيد بل هو دليل ضعف في الحديث


أما الرواية الثانية فهي تنقض نفسها بنفسها .. ://المستدرك على الصحيحين  ج 1 ص 110 //


((( وأحسبه حبسهم بالمدينة حتى أصيب )))

هذا كلام من ؟
وهل هو ظني أو قطعي أو ماذا تفهم منه ؟
وهذه تكفي وهي اعتراف منك بصـحــة بطلان الرواية الأولى.
ثم إن الحبس هنا يعني المنع وليس السجن
قال أبو عبد الله بن البري يعني منعهم الحديث ولم يكن لعمر حبس . اهـ

ثالثا :  // الذهبي في تذكرة الحفاظ //

أما دعوى حبس عمر رضي الله عنه ثلاثة من أصحابه هم عبد الله بن مسعود، وأبو ذر، وأبو الدرداء رضي الله عنهم فهذه رواية ملفقة كاذبة، جرت على الألسنة وقد ذكرها البعض كما تجري على الألسنة وتدون في كتب الموضوعات من الأحاديث والوقائع فليس كل ما تجري به الألسنة أو تتضمنه بعض الكتب صحيحاً وقد تولى تمحيص هذه الدعوى الكاذبة الإمام " ابن حزم " رحمه الله في كتابه “ الإحكام “ فقال (وروي عن عمر أنه حبس ابن مسعود، وأبا الدرداء وأبا ذر من أجل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد أن طعن ابن حزم في الرواية بالانقطاع محصها شرعاً فقال إن الخبر في نفسه ظاهر الكذب والتوليد لأنه لا يخلو إما أن يكون عمر اتهم الصحابة وفي هذا ما فيه أو يكون نهى عن نفس الحديث وتبليغ السنة وألزمهم كتمانها وعدم تبليغها وهذا خروج عن الإسلام وقد أعاذ الله أمير المؤمنين من كل ذلك، وهذا قول لا يقول به مسلم ولئن كان حبسهم وهم غير متهمين فلقد ظلمهم فليختر المحتج لمذهبه الفاسد بمثل هذه الروايات أي الطريقين الخبيثين شاء " المصدر السنة و مكانتها في التشريع / مصطفى السباعي

رابعا : // الكامل لابن عدي ج 1 ص 18 //

قال ابن حزم هذا مرسل ومشكوك = =فيه من (شعبة) فلا يصح، ولا يجوز الاحتجاج به، ثم هو في نفسه ظاهر الكذب والتوليد وأخرجه الحاكم في المستدرك كتاب العلم 1/193 رقمي 374، 375 بنحوه، وفيه أبى ذر بدلاً من أبى مسعود الأنصاري، وقال صحيح على شرط الشيخين، وإنكار عمر أمير المؤمنين على الصحابة كثرة الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه سنة، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وعزاه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 1/149 إلى الطبراني في الأوسط بنحوه وقال : قلت هذا أثر منقطع، وإبراهيم ولد سنة عشرين ولم يدرك من حياة عمر إلا ثلاث سنين وابن مسعود كان بالكوفة ولا يصح هذا عن عمر . وذكره الحافظ الذهبي في التذكرة 1/7 بنحوه وليس فيه (فحبسهم بالمدينة) ولا (ثم أطلقهم عثمان) التي عزاها أبو رية في الأضواء ص 54 إلى الذهبي في التذكرة، وإنما ذكرها بلا سند، أبو بكر بن العربي في العواصم من القواصم ص 87، والأثر منقطع كما قال الهيثمي، وابن حزم . والله أعلم

خامسا : // تذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 7  //

له نفس رد رواية الذهبي (الرابعة)

سادسا: // مختصر تاريخ دمشق ج 17 ص 101 //

الحديث حسّنة أبن كثير
ولكن في سماع إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف من عمر خلاف والظاهر أنه لا يثبت...

رد شبهة : "إنكن لأنتن صواحب يوسف":

  



بسم الله الرحمن الرحيم


[[لَمَّا اشْتَدَّ برَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجَعُهُ قيلَ له في الصَّلَاةِ، فَقَالَ: مُرُوا أبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بالنَّاسِ قَالَتْ عَائِشَةُ: إنَّ أبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، إذَا قَرَأَ غَلَبَهُ البُكَاءُ، قَالَ: مُرُوهُ فيُصَلِّي فَعَاوَدَتْهُ، قَالَ: مُرُوهُ فيُصَلِّي، إنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ]] .

الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري




الرد سيكون من وجهين :


الوجه الأول : 

اما ان يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ضجر من كثرة الحاح زوجتيه  في مراجعته لأمره، فذكر ان النساء من شأنهن كثرة المراجعة والالحاح ولو بالرأي الخطأ ،ويحاولن صرف ذي الرأي عن رأيه .أي انه يقول انكن يا جنس النساء من كان منكن صواحب يوسف، ومعلوم قصتهن في الالحاح على يوسف عليه السلام بالرأي السوء .ولهذا المعنى ذهب ابن تيمية رحمه الله بقوله (أي ان النساء من شأنهن مراجعة ذي اللب وصرفه عن رأيه )بتصرف وعلى هذا يكون الخطاب عاما في حق النساء وليس موجها لعائشة وحفصة خاصة كما يقول بذلك الروافض قبحهم الله


والوجه الآخر 

عملا بأنه لا مجاز في اللغة، فمعني قول الرسول صلى الله عليه وسلم أن السيدتين عائشة وحفصة قد أشبهتا صواحب يوسف في أمر واحد وفقط وهو الإلحاح في المسألة.

وربما يكون ذلك تقريعا شديدا منه لأمَّيِ المؤمنين،  والمروي عنه أن من سبه الرسول (صلى الله عليه وسلم) حصلت له المغفرة كما ورد بشأن الأقرع بن حابس والله أعلم..


/


بخصوص منهج الروافض في تفسير النصوص والمواقف...فهم مستميثون لجعل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم خاصا بعائشة وحفصة رضي الله عنهما...كما يستميتون أيضا في جعل "من" تبعيضية في ختام سورة الفتح.... { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (29) سورة الفتح. وهدفهم هو إخراج جماهير الصحابة من أن يمسهم الوعد الإلهي....وليس لهم دليل إلا الأهواء. لكن الأمر الملحوظ في القوم أن الشغل الشاغل عندهم هو التنقيص من الصحابة .....حتى ولو كانت تلك "النقيصة " تخدم المذهب الشيعي.

.لذلك كان أئمة الإسلام يحذرون من الروافض باعتبارهم لا يريدون إلا هدم الإسلام بخلاف غيرهم من أرباب المقالات الذين كانوا يدافعون عن مذاهبهم العقدية والخلقية......الروافض لا مذهب لهم وليس فكرة "آل البيت" ودعوى الانتساب إليها والدفاع عنها إلا تبريرا لإخفاء البرنامج التخريبي الأصلي.

وهذا مثال واضح على منهج القوم.


أولا نكشف عن عناصر الموقف:

-الرسول صلى الله عليه وسلم –بأبي وأمي هو- يستعد للقاء ربه.

-المسلمون لا بد أن يبايعوا خليفة بعد نبيهم .

-الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر أبا بكر للصلاة بالناس....وهذا مؤشر قوي جدا على تزكية أبي بكر.....

-عائشة رضي الله عنها تتردد وتتلكأ.


لكن أنظر إلى غباء الروافض....فهم يعتبرون عائشة " ناصبية" مع أن ظاهر الأمر هنا أنها "رافضية"-وحاشاها من الوصفين- فلو كان أمر النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه ليصلي بالناس لساغ للرافضة أن يقولوا كرهت عائشة وترددت في ابلاغ الامر لأن الناس سيفهمون قصد نبيهم وتكون الامامة في الصلاة معبرا الى الامامة العظمى...لكن كيف ترددت والموقف ينادي بالمصلحة لأبيها؟؟


الرافضة لم ينتبهوا إلى أن تردد عائشة هو في" مصلحة الروافض"...وأنها تريد عرقلة وصول أبيها الى الخلافة......وهذه حجة قاطعة على رؤوس الروافض جميعهم الذين يخترعون فرضية مؤامرة ما......وقد استطاعت عائشة الصديقة أن تبطل فرضية المؤامرة من اصلها وما ذلك إلا بتوفيق إلهي- وليس بذكائها كما زعم عباس العقاد-...حتى لو أدى ذلك إلى بعض غضب الرسول صلى الله عليه وسلم.....واجتهادها معتبر...بالنظر إلى تقديرها الجيد للمصلحة الراجحة ولها في أسوء الأحوال أجر واحد...


والحمد لله   رب العالمين ..

السبت، 19 ديسمبر 2020

العلاقة الطيبة بين آل البيت وبين أصحاب النبي العلاقة الطيبة بين آل البيت وبين أصحاب النبي

 إنّ كذبةً كبيرةً أشاعها كثير من الناس؛ تلكم أنّ صراعاتٍ وأحقاداً كانت بين آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين أصحابه -رضي الله عنهم-، وهذه دعوى عريضة ادَّعاها بعض الناس على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعلى آل بيته، ولكنها عند التحقيق العلميّ، والنظر الصحيح في أحوال أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وآله تكذب وتبطل. 

فمن ذلك ما جاء عن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من رعايتهم لحق آل بيت النبي، فهذا أبو بكر الصديق -رضي الله عنه وأرضاه- يقول: «ارقبوا محمداً - صلى الله عليه وسلم- في أهل بيته»([20])، ويقول كذلك: «والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحبّ إليّ من قرابتي»

([ رواه البخاري برقم بألفاظ متقاربة]). 

وهذا عمر الفاروق -رضي الله عنه- لمّا كتب الديوان جيء إليه وقيل: يا أمير المؤمنين نبدأ بك، نجعل أول اسم في الديوان اسمك نبدأ بك، قال: «اكتبوا الناس على منازلهم»، فكتبوا، فبدأوا ببني هاشم، ثم أتبعوهم أبا بكر وقومه، ثم عمر وقومه، على الخلافة، فلمّا نظر إليه عمر قال: «وددت أنه هكذا! ولكن ابدأوا بقرابة النبي - صلى الله عليه وسلم- الأقرب فالأقرب، حتى تضعوا عمر حيث وضعه الله» 

([«طبقات ابن سعد» (ترجمة عمر -رضي الله عنه-) (3/275)، «الكامل في التاريخ» (2/331)، «المنتظم» لابن الجوزي (3/112).]). 

وهذا الحبر البحر عبدالله بن العباس أبو العباس -رضي الله عنهما- جاء فأخذ بركاب زيد بن ثابت فقال له زيدٌ -رضي الله عنه-: «خلِّ عنك يا ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-»، فقال ابن عباس -رضي الله عنه-: «هكذا يفعل بالعلماء، والكبراء».

ثم إنَّ زيد بن ثابت -رضي الله عنه- كافأ ابن عباس على أخذه بركابه أن قبَّل يده، وقال: «هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا -صلى الله عليه وسلم-» ([23]). 

ويأتي أناس من العراق يسألون عبدالله بن عمر عن قتل الذباب للمحرم؛ فيقول لهم: «أهل العراق يسألون عن الذباب وقد قتلوا ابن ابنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-»([24]). 

هكذا كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعظمون آل بيته، والعكس صحيح، فهذا رأس آل بيت النبي -صلوات الله وسلامه عليه- علي بن أبي طالب يسأله([25]) ابنه محمد: من خير الناس بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيقول بملئ فيه: «أبو بكر»، قال له: ثم أنت، قال له: «ثم عمر»، قال: ثم أنت، قال: «إنما أنا رجل من المسلمين».

وقد نقل عن عليّ -رضي الله عنه- نقلاً كثيراً قيل إنه بلغ التواتر أنه قال على منبر الكوفة: «من فضلني على أبي بكر وعمر جلدته حدَّ المفتري»([26]).

ويحدّث -رضوان الله عليه- عن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يحدث أهل الكوفة، يحدث شيعته يقول: «لقد رأيت أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما رأيتُ أحداً منكم يشبههم، لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجداً وقياماً يراوحون بين جباههم، إذا ذكر الله همرت أعينهم، يميدون كما يميد الشجر في يوم الريح العاصف خوفاً من العقاب، ورجاء الثواب». 

وهذا حفيده علي بن الحسين -رضي الله تبارك وتعالى عنهم- علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يأتيه رجل فيقول له: إني لا أحبّ أبا بكر وعمر، فيقول له عليّ بن الحسين: «إنَّ الله -تبارك وتعالى- قال في كتابه العزيز: {للفقراء المهاجرين الذين أُخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من اللهِ ورِضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصّادقون} [الحشر:8] هل أنت من هؤلاء؟» قال: لا، لست من هؤلاء؛ لأنهم المهاجرون الذين ذكرهم الله-تبارك وتعالى- في كتابه، فيقول له: «ثم قال الله -تبارك وتعالى-:

{والذين تبوّؤا الدار والإيمان من قبلهم يُحبُّون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجةً ممّا أُوتوا ويُؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يُوقَ شُحّ نفسه فأولئك هم المفلحون} [الحشر:9] هل أنت من هؤلاء؟» قال: لا، لست من هؤلاء، قال: «فإنَّ الله -تبارك وتعالى- يقول: {والذين جاءُوا من بعدهم يقولون ربَّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربَّنا إنَّك رؤوفٌ رحيم} [الحشر:10] هل أنت من هؤلاء؟» قال: أرجو ذلك، قال: «ليس من هؤلاء من لم يحب هؤلاء».

نعم؛ هكذا كان ينظر آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وهذا جعفر الصادق يفخر بـين الناس فيقول: «ولدني أبـو بكر مرتين»([27]): أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وجدته أسماء بنت عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق.

وجاء سائل إلى جعفر الصادق اسمه سالم فقال له سائلاً: أتولى أبا بكر وعمر؟ قال: «نعم، تولهما» تولى أبا بكر وعمر، قال: أوتقول ذلك؟! قال: «ما لي لا أقول ذلك لا أنالني الله شفاعة محمد -صلى الله عليه وسلم- إن لم أقل ذلك، يا سالم: أبو بكرٍ جدي أيسبُّ الرجل جده؟»([28]).

هكذا كانوا -رضي الله عنهم وأرضاهم-، ولذلك حقَّ لنا أن نقول: 

إني أحب أبا حفصٍ وشيعته

كما أحبّ عتيقاً صاحب الغار

وقد رضيت عليَّاً قدوة علماً 

وما رضيت بقتل الشيخ في الدار

كلّ الصحابة ساداتي ومعتقدي 

فهل عليّ بهـذا القـول من عار

لقد كانت بين أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- مع آل بيته مصاهرات كثيرة جدّاً.

فهذا سيِّد الخلق، وإمام أهل البيت: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يتزوج هاشميّة، بل تزوّج عائشة بنت أبي بكر، وتزوج حفصة، وتزوج أم حبيبة، وزوَّج عثمان رقية وأم كلثوم، وزوج العاص بن الربيع زينب. 

وعلي -رضي الله عنه- تزوَّج أسماء بنت عميس أرملة أبي بكر الصديق، وزوج أم كلثوم ابنته وابنة فاطمة لعمر بن الخطاب، وزوج ابنته خديجة لعبدالرحمن بن عامر بن كريز، وزوج ابنته رملة لمعاوية بن مروان بن الحكم. 

وهذا الحسن بن علي تزوج حفصة بنت عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق، وتزوج أم إسحاق بنت طلحة بن عبيدالله، وزوج ابنته أم الحسين عبدالله بن الزبير، وزوج ابنته رقية لعمرو بن الزبير، وزوج ابنته مليكة لجعفر بن مصعب ابن الزبير. 

والحسين بن علي تزوج أم إسحاق أرملة إسحاق بنت طلحة بن عبيدالله، وزوج ابنته فاطمة لعبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان، وزوَّج ابنته سكينة لمصعب بن الزبير. 

فالمصاهرات بينهم كثيرة جداً؛ كما يبدو هذا من هاتيكم الأمثلة. 

كذلك قد تسمّى أبناء الصحابة بأسماء آل البيت، وتسمّى أولاد آل البيت بأسماء أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهذا علي سمّى أولاده: أبو بكر وعمر وعثمان. 

والحسن سمى باسمِ (أبي بكر وعمر وطلحة). 

والحسين سمى باسمِ (عمر). 

وعقيل سمى باسمِ (عثمان). 

وعبدالله بن جعفر سمى باسمِ (أبي بكر) ومعاوية. 

وعلي بن الحسين سمى باسمِ (عمر). 

وموسى الكاظم سمى باسمِ (عمر وعائشة).

وعلي الرضا سمى باسمِ (عائشة). 

وعلي الهادي سمى باسمِ (عائشة). 

هل بلغكم أنَّ اليهود والنصارى يسمون أولادهم باسم محمد؟! هل بلغكم أنّ مسلماً سمّى ولده اللات، أو العزى، أو فرعون؟! هل من عاقل يفعل ذلك؟! 

إنّ الإنسان إنّما يسمي أولاده بأسماء من يحب، فما سموا أولادهم إلا بأسماء من يحبون، فرحم الله -تبارك وتعالى- القحطاني إذ قال:

حبّ الصحابة والقرابة سنّةٌ 

ألقى بها ربي إذا أحيـانـي

فكـأنما آل النبي وصحبـه 

روح يضمُّ جميعها جسدان

فئتان عقدهما شريعةُ أحمدَ 

بأبي وأمـي تانك([29]) الفئتان

فئتان سالكتان في سبل الهدى 

وهمـا بـدين الله قائمتان

هؤلاء هم أصحاب النبي، وأولئك هم آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، كانت المودة قائمة بينهم أحسن قيام، ومن يدعي خلاف ذلك فهو كاذب مفترٍ عليهم -رحمهم الله تبارك وتعالى ورضي عنهم-، والله أعلم.


([20]) سبق تخريجه ص(13).

([21]) رواه البخاري برقم بألفاظ متقاربة.

([22]) «طبقات ابن سعد» (ترجمة عمر -رضي الله عنه-) (3/275)، «الكامل في التاريخ» (2/331)، «المنتظم» لابن الجوزي (3/112).

([23]) أخرجه الخطيب في «الجامع» (1/188 - أثر 307)، وابن عبدالبر في «جامع بيان العلم وفضله» (1/514 - أثر 832) وقال الأخير قبل كلام زيد -رضي الله عنه-: «وزاد بعضهم في هذا الحديث»، ثم ذكر كلام زيد في رده لابن عباس -رضي الله عنهما-، ثم ذيَّل ابن عبدالبر هذا الكلام فقال: «وهذه زيادة من أهل العلم من ينكرها».

([24]) رواه البخاري.

([25]) رواه البخاري.

([26]) سبق تخريجه بمعناه (ص13) .

([27]) المزي في «تهذيب الكمال» (1/469)، واللالكائي في «شرح أصول الاعتقاد» (2467).

([28]) «شرح أصول الاعتقاد» (2465)، و «الشريعة» للآجري (1856-1857).

([29]) تان: اسم إشارة للمؤنث، والكاف للخطاب.

المصدر/ شبكة المنهاج


     


ابن جريج والمتعـــة :

 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ال وصحبه ومن والاه وبعـــد : 


ابن جريج رحمه الله تعالى كان يرى الرخصة في المتعة ([انظر ميزان الاعتدال 2/659، والمقصود بها نكاح المتعة الذي تقول به الشيعة، وهو أن يقول الرجل لامرأة متّعيني نفسك بهذه العشرة من الدراهم مدة كذا، فتقول له متعتك نفسي " .

انظر أنيس الفقهاء ص 146 .])

وهو في ذلك سائر على مذهب فقهاء مكة، ومذهب شيخه عطاء .


قال يحيى بن القطان ت198هـ ) : " وكان ابن جريج يرى المتعة، تزوج ستين امرأة " (طبقات المفسرين 1/359) .

وقال الشافعي ت205هـ 9 : " استمتع بتسعين امرأة، حتى إنه كان يحتقن في الليلة بأوقية شيرج طلباً للجماع " (تذكرة الحفاظ 1/170) .


ومما يدل على أنها مذهب فقهاء مكة قول ابن حزم الظاهري ت457هـ في المتعة : " وقال بها من التابعينطاووس، وعطاء، وسعيد بن جبير، وسائر فقهاء مكة " (المحلى 9/520 ) .


وقال ابن قدامة المقدسي ت620هـ ) : " وحكي عن ابن عباس أنها جائزة، وعليه أكثر أصحابه عطاء وطاووس، وبه قال ابن جريج " (المغني 6/644) .


وقال ابن حجر ت852هـ ) : " ومن المشهورين بإباحتها ابن جريج فقيه مكة " (التلخيص الحبير 3/160) . وكان ابن جريج ممن يبيحها ويفعلها (انظر الكاشف 2/211) .



ولقد عاب بعضهم على ابن جريج هذا المذهب، وترك السماع منه لذلك، قال

جرير بن عبدالحميد الضبي ت188هـ ) : " كان ابن جريج يرى المتعة، تزوج ستين امرأة، فلم أسمع منه " (السير 9/11، العقد الثمين 5/128) .


وقال مرة : " ورأيت ابن جريج ولم أكتب عنه شيئاً فقال له رجل ضيعت يا أبا عبدالله فقال أما ابن جريج فإنه أوصى بنيه بستين امرأة وقال لا تزوجوا بهن فإنهن أمهاتكم، وكان يرى المتعة " (تاريخ بغداد 7/255، السير 9/11) .


ورد عليه الذهبي بأنه فرط في ذلك، وأن ابن جريج من أئمة العلم وإن غلط في اجتهاده (السير 9/11 ) .


ولكن بعد البحث في هذه المسألة، وجدت أن ابن جريج رجع عن المتعة في آخر حياته، كما رجع عنها ابن عباس (شرح النووي على صحيح مسلم 5/202، شرح معاني الآثار 3/27، أحكام القرآن للجصــاص 2/187، تحريم نكاح المتعة للمقدسي ص203 ).


قال الحافظ ابن حجر العسقلاني ( 852هـ ) " روي أبو عوانة في صحيحه، عن ابن جريج أنه قال لهم بالبصرة اشهدوا أني قد رجعت عنها، بعد أن حدثهم بثمانية عشر حديثاً أنها لا بأس بها (التلخيص الخبير 3/160. انظر مسند أبي عوانة 3/31 ح 4087) " وقد ذكرت سابقاً في رحلاته، أن ابن جريج رحل إلى البصرة في آخر حياته وحدث بها .


والحمد لله رب العالميـــن ..